عالم الكون النسوي المسحور
بقلم : عائشة الخواجا الرازم
]تحتفل في هذه الأيام المرأة العربية بتحقيق بعض حقوقها السياسية وحضورها المبهر في عالم الوظيفة والانتخابات والتعيين في المجالس البلدية وكوتات البرلمانات والتوزير بطريقة فلكلورية جذابة !!! !!! وتسعد وهي تزمجر بسيجارتها وكعبها العالي الدقيق بين الوفود الغربية بأنها تقدمت بفعل تفاعلها مع التقدم والديمقراطية وحقوق المرأة الغربية ، وبفعل التحول الدراماتيكي العالمي لقرية مفتوحة بين الحضارات ، وهي تعلم أن ذكر التلفظ بكلمة حضارات يبعدها عن المنطق والعقلانية ، ويجعلها بببغاء يريد أن يرد الماء ولا يحصل سوى على تكرار كلمة ماء لان السجان علمه الكلمة وكفاه خير الوصول إليه ! ... ! وهي لا تعرف أيضاً أنه شتان بين الحضارة المهشمة لرأس والدي تلك المرأة العملاقة، وبين الحضارة المستهدفة لأمتها على طريق الحريق ! لكنها تكرر بأنها ارتقت بفضل تاريخها النضالي والسياسي !!! والجمهور المتابع يفغر شدقيه أمام تعيينها، من هي وبنت من ؟ ومن أين جاءت ؟ وماذا أعطت وبماذا شاركت ؟ واين كانت طوال عمرها المديد والسعيد ؟ ولكنها تصر على كتابة تاريخها وأمجادها وأمجاد عملها العام في السر وفي عالم الكون المسحور بالخفاء !! الحقيقة التي يجب أن تفطن لها المرأة العربية أنها كانت وبفضل جداتها المحترمات الحكيمات الورعات، اللواتي استحقت كل واحدة منهن أن تسمى أخت الرجال، أفضل حالاً وأروع مثالاً في البناء الوطني والتنموي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي !!! وأنها كانت أعظم من في الوطن لدعوة التمسك بالأرض والأبناء والأسرة والزرع والسهر على البيت والدواب والحلال ووقت الحصيد !!!
فكانت ولادة حصادة رضاعة صبارة باسمة الوجه خشنة الكفين ، تلف البارودة والخنجر بوسطها وتنام نصف نومة في مقدمة الدار ، بينما الجنود المقاتلون الأشداء يملئون الديار أكثر من هذا الزمن !!! تصنع كحل العين بسناج الزيت الذي تعصره بيديها وتجرش القمح والعدس والفول وتجمع الحطب ، وتوقد نار الفجر على رائحة الخبز الطازج الذي ترفض أن يأكل بعلها وأولادها بغير ما تحبل به الأرض العزيزة وحينما تنجب ، يكون الحقل والبستان سريرها للولادة
والغريب أن تلك المرأة المعينة في أغلب الأحيان تبتسم عند ذكر الأرض والزراعة والجدة وعلاقتها بالتنمية والاقتصاد ، وتزيدها قليلاً لتقهقه أمام مصطلحات القمح والشهداء !! وتبتسم قائلة : تلك مفردات قديمة وانتهت ، وتزيد : بالضبط مثل مصطلحات الإمبريالية والبروليتاريا ... أوه ... شو كلاسيكي هذا الكلام في عصر الفضاء والإنترنت يا جماعة ، وحينما تسألها كم ساعة تقضي أمام الكمبيوتر مخاطبة العقل العالمي ومشاركة بمؤتمرات الإنترنت عبر الجهاز السحري الذي من به علينا علماء الغرب ، والذي نتمنى أن نأخذ أفضل الأعطيات منه بدل المساخر ، تقول : والله ما عندي وقت ، وعندما تسألها : كم صحيفة ألكرتونية تقرأ في الإنترنت ؟ تجيبك بأنها لا تمتلك الصبر ولا الوقت لقراءة الصحافة المحلية ولا العالمية ، وتضيف أن الديسك الناتج عن العمل والوقوف بالكعب العالي والجلوس أمام المكتب واستقبال الوفود ذابحها ذبح !!! وأنها لا تمتلك الوقت لمتابعة الصحافة ، وكلما أحضر لها الشوفير الجرايد يكون قد خطط السكرتير على بعض المواضيع باللون الأصفر !! ورغم ذلك يا دوب تلاقي الوقت لا تقرأ !!
وحدث أن قلت لها : ربما يؤشر لها على أسطر طرائف وأخبار خفيفة باللون الأصفر عن نانسي عجرم مثلاً وليس عن أخبار الدنيا والوطن ، فهل تكتفي وتقتنع ؟ لتقول : ذنبه على جنيه ، ما فيه حل هذا هو العمل العام وضرائبه ، أرق ووفود وعزائم ، وسهر وقلق ، وديسك ! وأنا أصلاً عندي باسور وصداع نصفي !
ربما لهذا السبب كتبات في إحدى مقالاتي أنه يتوجب على الحكومة قب اختيار رموزها أن تفحصهم فحص شامل من النظر حتى الباسور !
أقول فعلاً لو كانت تربت على العمل العام والعطاء والتضحيات ، وفيها ذرة انتماء لأرض الوطن لغيرت بيديها نهج وظيفتها ومسؤولياتها واستغلت المنصب لأقوى وجوهه ، وعالجت أمراضها لتحسن العمل وأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه !! ولكن الاختيار كان أقوى من هواجسي في الشخص غير القابل لتقفز على الخطة!! بصفتها مطلوب منها المتابعة لعالمها الذي رفعها لذلك المنصب فجأة !! وتسمعك لغة فئيرة مشتقة من الفئران وبعض اللكنات الأجنبية الساحلة من اللسان مسحول الأفعوان على صدر كتلة زبدة !!!
أنا لا أدري في الواقع ما الذي نريده من السياسة والتوزير والتعيين والمناصب والبرلمانات والحقوق التي تأتي بأوامر وإرشادات من الطرف الذي سلب الأرض والعرض والتراب رائحتها ؟ ومن الطرف الذي يعشق المزرعة ويعتز بها ويرعى البقر ويطبخ على الفحم والحطب ، ويبذر البقول في ساحة بيته الخلفية وينسج غطاءه ويعصر عرقنا ودمنا بقبضة الاجتياح الحضاري ، ويغطينا بالقشور الشفافة ويلبسنا أخس المنسوجات ، ويغدق علينا حرقته بالتسلية الرائعة
لنقول أننا أمة الشفافية ! وجعل الأرض بوراً وحرم الحطب من النمو والحصيد من الألق !! وساوى بين الرجل في القميص والبنطلون والسيجار التخين في فم أسود ينفخ السناج في العيون المريضة !! !!! وطالما أن الحقوق باتت للمرأة العربية والعطشى خفية المضامين إلا ما كشر عن الأنياب وعن السيقان والكتفين والوجه الأصفر لشدة الضجر والسهر حول المناسبات، بدون تنمية واضحة للأسرة والمجتمع والوطن ولا يعود على الأرض البور بالخضرة والحقوق الضائعة، فلا بارك الله بالفذلكة السخيفة في شخصيات عينات من النساء لا يعترفن بالتاريخ ولا الحضارة ولا الجدات ولا القمح والشهداء !
بقلم : عائشة الخواجا الرازم
]تحتفل في هذه الأيام المرأة العربية بتحقيق بعض حقوقها السياسية وحضورها المبهر في عالم الوظيفة والانتخابات والتعيين في المجالس البلدية وكوتات البرلمانات والتوزير بطريقة فلكلورية جذابة !!! !!! وتسعد وهي تزمجر بسيجارتها وكعبها العالي الدقيق بين الوفود الغربية بأنها تقدمت بفعل تفاعلها مع التقدم والديمقراطية وحقوق المرأة الغربية ، وبفعل التحول الدراماتيكي العالمي لقرية مفتوحة بين الحضارات ، وهي تعلم أن ذكر التلفظ بكلمة حضارات يبعدها عن المنطق والعقلانية ، ويجعلها بببغاء يريد أن يرد الماء ولا يحصل سوى على تكرار كلمة ماء لان السجان علمه الكلمة وكفاه خير الوصول إليه ! ... ! وهي لا تعرف أيضاً أنه شتان بين الحضارة المهشمة لرأس والدي تلك المرأة العملاقة، وبين الحضارة المستهدفة لأمتها على طريق الحريق ! لكنها تكرر بأنها ارتقت بفضل تاريخها النضالي والسياسي !!! والجمهور المتابع يفغر شدقيه أمام تعيينها، من هي وبنت من ؟ ومن أين جاءت ؟ وماذا أعطت وبماذا شاركت ؟ واين كانت طوال عمرها المديد والسعيد ؟ ولكنها تصر على كتابة تاريخها وأمجادها وأمجاد عملها العام في السر وفي عالم الكون المسحور بالخفاء !! الحقيقة التي يجب أن تفطن لها المرأة العربية أنها كانت وبفضل جداتها المحترمات الحكيمات الورعات، اللواتي استحقت كل واحدة منهن أن تسمى أخت الرجال، أفضل حالاً وأروع مثالاً في البناء الوطني والتنموي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي !!! وأنها كانت أعظم من في الوطن لدعوة التمسك بالأرض والأبناء والأسرة والزرع والسهر على البيت والدواب والحلال ووقت الحصيد !!!
فكانت ولادة حصادة رضاعة صبارة باسمة الوجه خشنة الكفين ، تلف البارودة والخنجر بوسطها وتنام نصف نومة في مقدمة الدار ، بينما الجنود المقاتلون الأشداء يملئون الديار أكثر من هذا الزمن !!! تصنع كحل العين بسناج الزيت الذي تعصره بيديها وتجرش القمح والعدس والفول وتجمع الحطب ، وتوقد نار الفجر على رائحة الخبز الطازج الذي ترفض أن يأكل بعلها وأولادها بغير ما تحبل به الأرض العزيزة وحينما تنجب ، يكون الحقل والبستان سريرها للولادة
والغريب أن تلك المرأة المعينة في أغلب الأحيان تبتسم عند ذكر الأرض والزراعة والجدة وعلاقتها بالتنمية والاقتصاد ، وتزيدها قليلاً لتقهقه أمام مصطلحات القمح والشهداء !! وتبتسم قائلة : تلك مفردات قديمة وانتهت ، وتزيد : بالضبط مثل مصطلحات الإمبريالية والبروليتاريا ... أوه ... شو كلاسيكي هذا الكلام في عصر الفضاء والإنترنت يا جماعة ، وحينما تسألها كم ساعة تقضي أمام الكمبيوتر مخاطبة العقل العالمي ومشاركة بمؤتمرات الإنترنت عبر الجهاز السحري الذي من به علينا علماء الغرب ، والذي نتمنى أن نأخذ أفضل الأعطيات منه بدل المساخر ، تقول : والله ما عندي وقت ، وعندما تسألها : كم صحيفة ألكرتونية تقرأ في الإنترنت ؟ تجيبك بأنها لا تمتلك الصبر ولا الوقت لقراءة الصحافة المحلية ولا العالمية ، وتضيف أن الديسك الناتج عن العمل والوقوف بالكعب العالي والجلوس أمام المكتب واستقبال الوفود ذابحها ذبح !!! وأنها لا تمتلك الوقت لمتابعة الصحافة ، وكلما أحضر لها الشوفير الجرايد يكون قد خطط السكرتير على بعض المواضيع باللون الأصفر !! ورغم ذلك يا دوب تلاقي الوقت لا تقرأ !!
وحدث أن قلت لها : ربما يؤشر لها على أسطر طرائف وأخبار خفيفة باللون الأصفر عن نانسي عجرم مثلاً وليس عن أخبار الدنيا والوطن ، فهل تكتفي وتقتنع ؟ لتقول : ذنبه على جنيه ، ما فيه حل هذا هو العمل العام وضرائبه ، أرق ووفود وعزائم ، وسهر وقلق ، وديسك ! وأنا أصلاً عندي باسور وصداع نصفي !
ربما لهذا السبب كتبات في إحدى مقالاتي أنه يتوجب على الحكومة قب اختيار رموزها أن تفحصهم فحص شامل من النظر حتى الباسور !
أقول فعلاً لو كانت تربت على العمل العام والعطاء والتضحيات ، وفيها ذرة انتماء لأرض الوطن لغيرت بيديها نهج وظيفتها ومسؤولياتها واستغلت المنصب لأقوى وجوهه ، وعالجت أمراضها لتحسن العمل وأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه !! ولكن الاختيار كان أقوى من هواجسي في الشخص غير القابل لتقفز على الخطة!! بصفتها مطلوب منها المتابعة لعالمها الذي رفعها لذلك المنصب فجأة !! وتسمعك لغة فئيرة مشتقة من الفئران وبعض اللكنات الأجنبية الساحلة من اللسان مسحول الأفعوان على صدر كتلة زبدة !!!
أنا لا أدري في الواقع ما الذي نريده من السياسة والتوزير والتعيين والمناصب والبرلمانات والحقوق التي تأتي بأوامر وإرشادات من الطرف الذي سلب الأرض والعرض والتراب رائحتها ؟ ومن الطرف الذي يعشق المزرعة ويعتز بها ويرعى البقر ويطبخ على الفحم والحطب ، ويبذر البقول في ساحة بيته الخلفية وينسج غطاءه ويعصر عرقنا ودمنا بقبضة الاجتياح الحضاري ، ويغطينا بالقشور الشفافة ويلبسنا أخس المنسوجات ، ويغدق علينا حرقته بالتسلية الرائعة
لنقول أننا أمة الشفافية ! وجعل الأرض بوراً وحرم الحطب من النمو والحصيد من الألق !! وساوى بين الرجل في القميص والبنطلون والسيجار التخين في فم أسود ينفخ السناج في العيون المريضة !! !!! وطالما أن الحقوق باتت للمرأة العربية والعطشى خفية المضامين إلا ما كشر عن الأنياب وعن السيقان والكتفين والوجه الأصفر لشدة الضجر والسهر حول المناسبات، بدون تنمية واضحة للأسرة والمجتمع والوطن ولا يعود على الأرض البور بالخضرة والحقوق الضائعة، فلا بارك الله بالفذلكة السخيفة في شخصيات عينات من النساء لا يعترفن بالتاريخ ولا الحضارة ولا الجدات ولا القمح والشهداء !