هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تصوير الدخان الكون

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1حصرى تصوير الدخان الكون السبت مارس 01, 2008 1:59 pm

chika

chika

تصوير الدخان الكوني



في الثامن من نوفمبر سنة 1989م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية
مركبة باسم مكتشف الخلفية الإشعاعية للكون ارتفعت إلى مدار حول
الأرض يبلغ ارتفاعه ستمائة كيلومتر فوق مستوى سطح البحر، وذلك
لقياس درجة حرارة الخلفية الإشعاعية للكون، وقياس كل من
الكثافة المادية والضوئية والموجات الدقيقة في الكون المدرك،
بعيدًا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من
الغلاف الغازي للأرض، وقام هذا القمر الصناعي المستكشف بإرسال
قدر هائل من المعلومات وملايين الصور لآثار الدخان الكوني
الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون، من على بعد
عشرة مليارات من السنين الضوئية، وأثبتت تلك الصور أن هذا
الدخان الكوني في حالة معتمة تمامًا تمثل حالة الإظلام التي
سادت الكون في مراحله الأولى. ويقدر العلماء كتلة هذا الدخان
المعتم بحوالي 90% من كتلة المادة في الكون المنظور، وكتب جورج
سموت ـ أحد المسؤولين عن رحلة المستكشف ـ تقريرًا نشره سنة
1992م بالنتائج المستقاة من هذا العدد الهائل من الصور الكونية
كان من أهمها الحالة الدخانية المتجانسة التي سادت الوجود عقب
الانفجار الكوني العظيم، وكذلك درجة الحرارة المتبقية على هيئة
خلفية إشعاعية أكدت حدوث ذلك الانفجار الكبير، وكان في تلك
الكشوف أبلغ الرد على النظريات الخاطئة التي حاولت ـ من
منطلقات الكفر والإلحاد ـ تجاوز الخلق، والجحود بالخالق ـ
سبحانه وتعالى ـ فنادت كذبًا بديمومة الكون بلا بداية ولا
نهاية من مثل نظرية الكون المستمر التي سبق أن أعلنها ودافع
عنها كل من هيرمان بوندي وفريد هويل في سنة 1949م، ونظرية
الكون المتذبذب التي نادى بها ريتشارد تولمان من قبل، فقد كان
في إثبات وجود الدخان الكوني والخلفية الإشعاعية للكون بعد
إثبات توسع الكون ما يجزم بأن كوننا مخلوق له بداية، ولابد أن
ستكون له في يوم من الأيام نهاية، وقد أكدت الصور التي بثتها
مركبة المستكشف للخلفية الإشعاعية والتي نشرت في أبريل 1992م
كل تلك الحقائق ـ انتشار مختلف صور الطاقة بالكون.



تكوين نوى المجرات من الدخان الكوني كان الجرم الابتدائي للكون
مفعمًا بالمادة والطاقة المكدسة تكديسًا رهيبًا يكاد ينعدم فيه
الحجم إلى الصفر، وتتلاشى فيه كل أبعاد المكان والزمان، وتتوقف
كل قوانين الفيزياء المعروفة لنا كما سبق وأن أشرنا (مرحلة
الرتق)، وبعد انفجار هذا الجرم الأولي وبدء الكون في التوسع،
تمدد الإشعاع وظل الكون مليئًا دومًا بالطاقة الكهرومغناطيسية،
على أنه كلما تمدد الكون قل تركيز الطاقة فيه، ونقصت كثافته،
وانخفضت درجة حرارته. وأول صورة من صور الطاقة في الكون هي قوة
الجاذبية وهي قوى كونية بمعنى أن كل جسم في الكون يخضع لقوى
الجاذبية حسب كتلته أو كمية الطاقة فيه، وهي قوى جاذبة تعمل
عبر مسافات طويلة، وتحفظ للجزء المدرك من الكون بناءه وأبعاده
ولعلها هي المقصودة بقول الحق ـ تبارك وتعالى:



(اللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ
تَرَوْنَهَا..)
الرعد: 2.



وقوله ـ عز من قائل: (أَلَمْ تَرَ
أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِى الأَرْضِ وَالْفُلْكَ
تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَآءَ أَن
تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ
بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) الحج: 65.



وقوله ـ سبحانه وتعالى: (وَمِنْ
ءَايَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَآءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ
ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ
تُخْرَجُونَ) الروم: 25.



وقوله ـ تبارك اسمه: (خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا...) لقمان:
10.



وقوله ـ تعالى: (إِنَّ اللَّهَ
يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن
زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) فاطر: 41. ويقسم ربنا
ـ تبارك وتعالى ـ وهو الغني عن القسم في مطلع سورة الطور بـ
(السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) وهذا القسم القرآني جاء بالسماء
المرفوعة بغير عمد مرئية.



والصورة الثانية من صور الطاقة المنتشرة في الكون هي القوى
الكهربائية/المغناطيسية أو الكهرومغناطيسية وهي قوى تعمل بين
الجسيمات المشحونة بالكهرباء، وهي أقوى من الجاذبية بملايين
المرات بحوالي (4110 مرات)، وتتمثل في قوى التجاذب بين
الجسيمات التي تحمل شحنات كهربية مختلفة (موجبة وسالبة)، كما
تتمثل في قوى التنافر بين الجسيمات الحاملة لشحنات كهربية
متشابهة، وتكاد هذه القوى من التجاذب والتنافر يلغي بعضها
بعضًا، وعلى ذلك فإن حاصل القوى الكهرومغناطيسية في الكون يكاد
يكون صِفرًا، ولكن على مستوى الجزيئات والذرات المكونة للمادة
تبقى هي القوى السائدة.



والقوى الكهرومغناطيسية هي التي تضطر الإليكترونات في ذرات
العناصر إلى الدوران حول النواة بنفس الصورة التي تجبر فيها
قوى الجاذبية الأرض (وغيرها من كواكب المجموعة الشمسية) إلى
الدوران حول الشمس، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على وحدة
البناء في الكون من أدق دقائقه إلى أكبر وحداته، وهو ما يشهد
للخالق ـ سبحانه وتعالى ـ بالوحدانية المطلقة بغير شريك ولا
شبيه ولا منازع.



ويصور الفيزيائيون القوى الكهرومغناطيسية على أنها تنتج من
تبادل أعداد كبيرة من جسيمات تكاد تكون معدومة الوزن تسمى
بالفوتونات والقوى الثالثة في الكون هي القوى النووية القوية
وهي القوى التي تمسك باللبنات الأولية للمادة في داخل كل من
البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة، وهذه القوى تصل إلى
أقصى قدرتها في المستويات العادية من الطاقة، ولكنها تضعف مع
ارتفاع مستويات الطاقة باستمرار. والقوة الرابعة في الكون هي
القوى النووية الضعيفة



وهي القوى المسؤولة عن عملية النشاط الإشعاعي وفي الوقت الذي
تضعف فيه القوى النووية القوية في المستويات العليا للطاقة،
فإن كُلاٌّ من القوى النووية الضعيفة والقوى الكهرومغناطيسية
تقوى في تلك المستويات العليا للطاقة. وحدة القوى في الكون
تخلق إحدى النجوم من الدخان الكوني يوحد علماء الفيزياء
النظرية بين كل من القوى الكهرومغناطيسية، والقوى النووية
القوية والضعيفة فيما يسمى بنظرية التوحد الكبرى والتي تعتبر
تمهيدًا لنظرية أكبر توحد بين كافة القوى الكونية في قوة عظمى،
واحدة تشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة، وعن هذه القوة
العظمى انبثقت القوى الأربع المعروفة في الكون: قوة الجاذبية،
القوة الكهرومغناطيسية وكل من القوتين النوويتين الشديدة
والضعيفة مع عملية الانفجار الكوني الكبير مباشرة (الفتق بعد
الرتق). وباستثناء الجاذبية فإن القوى الكونية الأخرى تصل إلى
نفس المعدل عند مستويات عالية جدٌّا من الطاقة تسمى باسم
الطاقة العظمى للتوحد.



ومن هنا فإن هذه الصور الثلاث للطاقة تُعَدّ ثلاثة أوجه لقوة
واحدة، لا يستبعد انضمام الجاذبية إليها، باعتبارها قوة ذات
مدى طويل جدٌّا، تتحكم في أجرام الكون وفي التجمعات الكبيرة
للمادة ومن ثم يمكن نظريٌّا غض الطرف عنها من قبيل التبسيط
عندما يقصر التعامل على الجسيمات الأولية للمادة، أو حتى مع
ذرات العناصر.


وهذه الصورة من وحدة البناء في الكون، ووحدة صور الطاقة فيه،
مع شيوع الزوجية في الخلق ـ كل الخلق ـ هي شهادة الكون لخالقه
ـ سبحانه وتعالى ـ بالتفرد بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه
بغير شبيه ولا شريك ولا منازع، وصدق الله العظيم إذ يقول:
(وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا
زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون) الذاريات: 49.
ويقول: (لَوْ كَانَ فِيهِمَآ
ءَالِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ
الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُون) الأنبياء: 22. وسبحانه
وتعالى إذ أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا
وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿11﴾ فصلت.

https://romio.forum-canada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى